لا مكان
الخميس، 23 مايو 2013
حديث عن الايدلوجيا
الجمعة، 29 مارس 2013
حديث عن الهرمنوطيقيا
الأحد، 3 مارس 2013
الانسان التقليدي في مواجهة الحداثة
يصطلح هايبرماس في تعريفه للحداثة على انها استبدال المفاهيم الاصولية لتفسير العالم بالمفاهيم الحديثة، ولكن ما الذي يدفع هايبرماس لأن يحدد الحداثة بمبادئ قبلية تحدد (مقام) وجودية للانسان الحداثي في مقاربته مع هذا العالم ..منذ بدأ الانسان بوضع مقام جديد له بمقاربته مع العالم بدأت قصة الحداثة تكتب ورقاتها، فمنذ كتاب (في ثورات الاجرام السماوية) لعالم الفلك البولندي كوبرنيكوس ومقولته التي ضربت مقولة بطليموس اليوناني التي دعمتها الكنيسة بمركزية الارض، بدأ مقام الانسان من العالم يتزحزح من مكانه، بعد أن أثبتها العالم الالماني كبلر وأعمال جاليلو جاليلي الفيزيائي الايطالي لتنفجر العلوم منطلقة بعد قوانين الحركة لنيوتن، لينفسح المجال لمقام الانسان الجديد ( وفي ذلك اشارة لدور الاكتشافات العلمية في تحريك المقولات الفلسفية فقد قيل لولا نيوتن لما كان كانط) لا تهتم الورقة لتحصي الاكتشافات العلمية ..ليتسنى للفلاسفة (وهم بدروهم يقوموا بالتنظير لمقام الانسان الوجودي) فمع ديكارت وسبينوزا الى كانط وهيجل ، تكسرت المقولات الدوغمائية الجامدة والخلفيات التي كانت تفهم العالم بواسطتها ..وقد نقل هذا التحول الإنسانية (من الرؤية التأملية الى الفكر التقني، ومن الأشكال الجوهرية الى مفاهيم التقنية الرياضية،ومن الجواهر الروحية الى الدوافع الغريزية البدائية، ومن الاخروية الى التاريخانية)تكسرت المقولات اللاهوتية التي كانت تفسر العالم الكوزمولوجي وتضرب على الانسان قيود للتحرر من الخطيئة الاولى وتحيط عنقه ببيعة دائمة لمقولات الكنيسة في الاقتصاد وفي المجتمع وايضا في ما بعد الموت ...بدأ الانسان يعي ذاته بذاته، وازدهرت المعان الانسانية والفنون وأصبحت المعان تتفجر من خلال ابتسامة الموناليزا الخالدة، اصبح الانسان من (مقامه) الوجودي يتعرف على العالم الذي كان يحيطه بمقولات الاحلام والاماني والتفسيرات السحرية لظواهره، فلم تعد الغيوم تنزل أمطارها بسبب قوة مجهولة ترسلها لهذه الارض وتلك، بل بالقوى الفيزيائية التي اكتشفها الانسان من مختبره وتعرف عليها، ولم تعد الارواح الشريرة هي التفسير لاضطرابات الانسان النفسية ، ولم يعد العالم كتابا مغلقا يملك مفتاحه قوى غيبية تمتلك تفسيره ، ولم تعد نظرية الخلق الذكي مفتاحا لفهم تنوع الكائنات الممتدة فوق هذه الارض، وكان لفلاسفة العلم الذين يعنون بابستملوجيا المعرفة نظرياتهم في كيفية الوصول للحقيقة الطبيعية والسلامة من الخطأ .. فكان ديفد هيوم وكانط وبرترند راسل الخ....والمجتمعات التقليدية التي لا تزال تتمسك بمقولات العالم القديم تعيش في حالة من القلق الدائم المستمر، فهي تستهلك المنتجات الحداثية وتريد أن تحافظ بها على محافظتها التقليدية (وهي طريقة هذه المجتمعات في الحياة تتمسك بالاماني) لتنتج بذلك مسوخ حضارية تستخدم الديمقراطية لتمرر مفاهيمها الاصولية، وتبني الجامعات لتستهلك العلم (فالحياة عندهم هي استهلاك ) ولا تدرس أو تتعلم كيف نشأ هذا العلم؟ وما هي المقولات التي سببت وجوده؟؟ وتخلط بين المقولات العلمية والمقولات الثقافية، فتضع المقولات الثقافية في نظامها الاقتصادي وتستجلب التراث ليشفي مريضها ولا تؤمن بالحقائق العلمية التجريبية .. ذلك هو مقام الانسان التقليدي من الوجود .. حتى حياته الوجدانية وأسئلته في استكناه الوجود أصبحت معدة سلفا، فالدوغمائية والثبوتية نزعت الى كل جزء من حياتهم ..فمقام الانسان الوجودي وموقفه من العالم هو الفارق الأساسي بكونه انسان تتوق نفسه للحداثة والمفاهيم العلمية، أو يبقى في غياهب الظلام محتفظا بخيوط الأماني يورثها لأبناءه من جيل الى جيل،
فتمسكه بمعاييره الايدلوجية للحكم على الوجود هو السبب في أن نهضته لم تتم حتى الآن
السبت، 3 سبتمبر 2011
الله في مواجهة المتدين المتعصب!!
اجمع الديناميت واقصد الإله المزيف وفجره، انه لا اله إلا الله .. كان هذا الحادي لجماعة طالبان الجهادية عندما قصدوا وادي باميان في مارس 2001 .. وافرغوا ما معهم من قنابل وديناميت ليقضوا على أثر من آثار العالم.. بل انه رمز لأكثر من مليار وخمسمائة مليون بوذي .. وظل شامخا منذ القرن السادس الميلادي .. يفوق عمر طالبان بمئات السنين.. لكن المتدين المتعصب لا يرى أحقية لوجود غيره .. لا يرى إلا السحق والتدمير وتطهير الارض نصرة لالهه ...
لم يتفاعل البوذيين مع الخبر .. لم يخربوا لما يفجروا.. لم يردوا بعنف!!!
في هذه المقالة سأجمع قصة المتدين المتعصب.. يهوديا كان أم نصرانيا أو مسلما.... أسميتها ( الله في مواجهة المتدين المتعصب ) ...
سأمحور حديثي حول ثلاث نقاط ، أرى أن المتدين المتعصب استخدمها ليقوم بعنفه،،
1 القداسة:
المتدين المتعصب، احتكر الكلام اللاهوتي باسمه، وأصبح هو المتحدث الشرعي باسم الله، وأحاط أقواله بقداسة يكون التشكيك بصحتها من الهرطقة أو الزندقة ..
فعند المسيحيين أعمل العنف تجاه من شكك بالقانون العقدي الذي أقر بأن
( يسوع المسيح ابن الله الوحيد،المولود من الأب قبل الدهور،نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساو للأب في الجوهر، الذي به كان كل شئ، الذي من أجلنا نحن البشر، ومن أجل فلاحنا نزل من السماء،وتجسّد من الروح القدس ومن مريم العذراء، وتأنّس، وصُلب عنا على عهد بيلاطس البُنطي،وتألم،ودفن،وقام في اليوم الثالث) ،
بعد هذا القانون العقدي أصبح الله الغائب نائبا عنه المسيح، وغدى أي تشكيك بإلوهيته . هرطقة ذاق صاحبها الويلات. وقامت لجنة كنسية إمبراطورية مهمتها التفتيش عن، وإعدام الأناجيل الكثيرة الأخرى واعتمدت الأناجيل الاربعه، متى، لوقا، مرقس،يوحنا.
فمن الابيونية .. التي كانت جماعة يهودية الأصل وأمنت بالمسيح على أنه هو الماشيح المخلص المنتظر، فهو محض نبي كالأنبياء كان مولده ميلادا طبيعيا من دون أي معجزات بتولية ..
أسقف أنطاكية بولس السمياطي الذي كان يقول لا أدري ما الكلمة وما الروح القدس .. عزل من منصبه ونفي بعيدا عن بلدته وعد كلامه من الهرطوقيات الخطيرة ..
والقائمة تطول .. ولكنها تشير دائما إلى نفس النتيجة وهي عنف المتدين مع الأفكار الجديدة.. التي بنى عليها قداسة وجعلها منطقة محرمة لا يسمح النقاش أو التفكير بها حتى يضمن بها دوام المصلحة التي استفادها منها، بدونها لن يبقى لكنائسه وأبهته بقاء ..
وأيضا هناك ملاحظة أن كثير ممن عدتهم الكنيسة مهرطقين ، كانوا هم المشتغلين بالعلوم. فلأنهم من الأرض، ومن الأرض يتكلمون، ولأنهم يجهلون الآتي من فوق، فقد تركوا كتابات الله المقدسة، ليتفرغوا لعلم الهندسة وعلم الجغرافيا ومنهم من اشتغل على كتب أرسطو ( الوثني) ...
وأيضا في تاريخنا الإسلامي حورب القائلين بخلاف ماقال به الأمويون من أنهم قدر الله، الواجب تقبله، والتعبد بالانصياع والخضوع لسلطانه،
منهم معبد الجهني .. الذي قال بالقدرية ( نفي القدر) ليعارض بذلك ما يقوله الأمويون من أنهم قدر الله الذي لا يجوز تغييره!!! ( السياسي دائما سيستخدم الدين) . وقد قاتل الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان الحجاج يعذب معبدا شتى أصناف العذاب، و لا يجزع، ثم قتله...
غيلان الدمشقي.. كان يقول بنفي القدر. وتقرير الحرية الإنسانية ، وعارض بذلك المذهب الرسمي للأمويين، فأخذه هشام بن عبدا لملك، وقتله أبشع قتله، والرواية لابن عساكر، فقال له مد يدك، فمدها غيلان، فضربها الخليفة بالسيف فقطعها، ثم قال له، مد رجلك، فقطعها بالسيف الباتر، وبعد أيام مر رجل أمام غيلان في بيته والذباب يقع على يده، فقال الرجل يا غيلان ساخرا، هذه قضاء وقدر، فقال له: كذبت ما هذه قضاء وقدر، فلما سمع الخليفة بذلك، اخذ وصلب على باب دمشق.
الجعد بن درهم .. كان ينكر الصفات لله، بتكليمه موسى واتخاذه إبراهيم خليلا، فهو ينفي التجسيد والتشبيه، من ذلك انبثق المذهب القائل بأن القرآن مخلوق، فهو ليس كلام الله، أي أنه بعبارة معاصرة, تاريخي.. وقد قتل قتلة بشعة، ففي نهار عيد الأضحى، حمل مقيدا بأغلاله ووضع تحت المنبر وقال الأمير خالد القسري، خطبته ( ارجعوا فضحوا، تقبل الله منكم، فاني مضح بالجعد بن درهم) فنزل واستل سكينا وذبح الجعد، تحت المنبر، وسط المصلين، والناس ينظرون..
الجهم بن صفوان ... من أخطر المتكلمين فلقد وصم بشئ واحد على اختلاف الرواة . وصمه الذهبي بأنه أس الضلالة ورأس الجهمية . وأخرجه ابن تيمية في فتواه الشهيرة من الإسلام . وابعد فرقته من الفرق الناجية، لكونه كان ينفي الصفات عن الله، ويعطلها ويقول بخلق القرآن.. وهو ما أخذه المعتزلة من بعده بقولهم إن الله وصفاته هي عين ذاته، فصفاته هي هو.. وقد قتله الأمير سلم بن أحواز بأصبهان، مع إن الجهم كان معه عهد أمان من الأمير ابن القاتل!، ولما ذكر له الجهم ذلك، رد عليه سلم بقوله، ما كان ينبغي له أن يفعل، ولو فعل ما أمنتك، ولو ملأت هذه الملاءة كواكب ( دنانير) وأبرأك إلي عيسى ابن مريم، ما نجوت، والله لو كنت في بطني، لشققت بطني حتى أقتلك ..
2 تشيئ الله :
الله هو مفهوم روحي فوق مادي، ليس بشئ هو كما قال عنه المعتزلة ذات واحده وصفاته، هي هو. في أسفار التوراة وعند المسيحيين أصبح الله شيئا، فلقد تصور على شكل آدمي:
في الصراع الذي حدث بين الرب ويعقوب ( إسرائيل) اللحظة التي تشكل الرب فيها على شكل إنسان وظل يتصارع هو ويعقوب طيلة الليل، حتى اقترب الفجر، واستطاع يعقوب أن يجثم فوقه، وينزع منه الاعتراف بنبوته، تقول التوراة في سفر التكوين!!:
( وقال أطلقني لأنه قد طلع الفجر، فقال( يعقوب) لا أطلقك إن لم تباركني،. فقال له: ما اسمك ؟فقال: يعقوب. فقال: لا يدعى اسمك من بعد يعقوب، بل إسرائيل. لأنك جاهدت مع الله والناس. وقدرت. وسأل يعقوب: أخبرني باسمك، فقال : لماذا تسأل عن اسمي؟ وباركه هناك) .
وأصبح الإنسان نائبا عن الله واستخدم الإبادة باسمه، فلقد أوردت التوراة،
ما وعدهم به الرب بعد ما أبلى بهم أهل بابل، وعذبوهم،
( إني نحو نصف الليل أخرج في وسط مصر،فيموت كل بكر في أرض مصر، من بكر فرعون الجالس على كرسيه، إلى بكر الجارية التي خلف الرحى،وكل بكر بهيمة، ويكون صراخ عظيم في كل أرض مصر، لم يكن مثله ولا يكون مثله) سفر الخروج
وما قام به المسيحيين من تأليه المسيح، والإنابة عنه، وإبادة المخالفين.. وقتلهم للعلماء .. فمنظر العالمة هيباتيا لا يزال عالقا في ذهني، عندما أحاط المسيحيين بمركزها العلمي في الإسكندرية، واخذوا يجرونها في الشوارع والدماء تنزف منها، في منظر يصور المتدين في أبشع صوره، حينما يعتقد أنه صوت الله للبشر،
وأيضا ما كان يقول به عمرو بن العاص قبل فتح مصر، والله لئن ملكتها .. لأجعلنها مثل بيت الزانية، أي بيت خرب.. وأمعن في مدينتهم، حتى كلم في ذلك، وهدم أسوارها ( ابن عبدا لحكم: فتوح مصر)
3 : تمسح الديني بالسياسي والعكس:
يعي المتدين المتعصب بأن خطابه روحي ما ورائي، لا يقوم إلا بقوة السلطان، إن الله ينزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن، فيسعى لأن يصنع لنفسه قوة سياسية كما كانت عليه الحال في أوروبا في القرون الوسطى، وحال المسلمين، بتمسح السياسي بالدين، واستخدامه لمفاهيم دينية في صالحه كما رأينا ما فعله الأمويون من قصة قدر الله الذي لا يتغير، واستخدام المتدينين لمباركة عملية القتل ضد المخالف، واعتبار افكاره زندقة، كما حدث أيضا مع أبو منصور الحلاج ..
وهو ما ينطلق منه دعاة العلمانية، والنظام المدني، إن يكون السياسي بعيدا عن المتدين، ويستمد شرعيته من الإنسان، بغض النظر عن دينه وعرقه، ويسعى لتحقيق العدالة التي من أجلها قامت السماء،
أما الله فلقد ظلم وشئ وجُسّد وارتكبت الجرائم باسمه، الله ليس ماديا، هو يتغلغل في روحك، هو ندائك الباقي للعدالة وللخير،
إنني أحلم بوعي، أحلم بعالم ترتفع فيه المفرقات الدينية، عالم لا يفرق فيه جنس عن جنس، ولا يعادى الفن باسم الدين، ولا تهضم حقوق المرأة باسم الدين، أحلم بعالم يكون المتدين وغير المتدين أمام دولة القانون سواء بسواء.
سنعني يوما ما فرحا وطربا بهذا اليوم يا رفاق..
..
على بعد 8 ايام من الذكرى العاشرة للثلاثاء الأسود.
سامي عبدالله
2-9- 2011
السبت، 30 يوليو 2011
الحياة توزع علينا نفسها بطريقة غير عادلة!!
جرح اصبعي جرحا دام لأكثر من 6 شهور بسبب انه في مقدمة قدمي، بعد الحاح أمي وانتهازا فرصة العلاج المجاني قررت لي عملية جراحية صغرى للتفاهم مع اظفري الذي نما فوق الجلد ، الاظفر ايضا يقوم بروتينه، قررت أن اذهب وحيدا ، لن أخذ معي احد ، لن استطيع ان امشي بسهولة نعم، كنت اريد أن اجرب حالة كثير من مرضانا من ليس له احد ، يأتي لوحده ويذهب لوحده، بعد انتهاء العملية أخبرني طبيبي بلزوم ان لا امشي على رجلي حتى لا ينزف الجرح قال لي اخبر صديقك ان يأتي لك بعرية كذبت عليه وقلت له انه ان صديقي ينتظرني، ضمدوا لي جرحي واستعديت للخروج، حملت جزمتي في كيس كبير لم أجد غيره في الغرفة ومشيت ، لم استطع الخطو كثيرا وركنت الى غرفة الاستراحة، حرصت أن لا اشحن جوالي كي لا اتصل على احد انتظرت لمدة نصف ساعة بلا فائدة، مر علي مرضى كنت قد عملت معهم في القسم ، والقوا التحية علي، لم استطع الانتظار اكثر، قررت ان اذهب لبهو المستشفى علني اجد احد الاصحاب ، وانا امشي ارى الناس في ممرات المستشفى ، قلت لنفسي لو اني رأيت مثل حالتي سأشعر بالشفقة عليه وأعرض عليه المساعدة ، لكن لم يفعل ذلك احد، لما اقبلت رأيت احد الاصحاب يخرج من المصلى ، سامي ايش فيك؟ وانا اشرح له القصة، شعرت بدوار واظلم كل شئ ، (رحت بيدها) وبدأ العرق يتصبب، جلست على الكرسي واتتني النوبة مرة اخرى (بسبب النزيف قلت نسبة السكر لدي) اسعفني صديقي بعصير وانتعشت ، استعرت منه جواله لأتصل بأحد الاصدقاء ليلحق بي، الشاهد لما ذهب صاحبي ، وكان صديقي المريض يقوم بجولته حول المستشفى ما ان رآني الا وأتى واصبح المسؤول عني، ذهب بكرسيه واحضر لي ماء وعصير وبقي معي حتى اتاني صاحبي، كان يؤنسني ويحدثني عن أخر المستجدات على موضوع نقله ، وعلى ان الورقة تعثرت بسبب نقص في التقرير الذي من المستشفى، تمنيت له التوفيق، وشكرته وقلت له نراك الاسبوع القادم واتمنى أن لا أراك، اتيت بعد اسبوعين وكان قد غادر، أمر دائما من عند غرفته واتذكر صلعته فهو مثلي أصلع، وآسى على كثيرين مثله ، :(
الحياة ليست عادلة ، عيشنا سيكون أنانيا ان لم نخفف من الام هؤلاء البشر وان نسعى لفهم كنه معاناتهم ، ,وبترها ،،
لماذا يموت الناس الطيبون؟؟
كانت هذه اول شفت عمل لي معه، في الصباح، كان له موعد مع اخصائيي السمع ليختبروا مدى سمعه ، فعمليته تمر من خلال خلايا عصبية قد تؤثر على سمعه، في طريقنا سألني ابو محمد ، كم يستمر هذا الفحص سامي؟ ، لم أكن أعرف بالتحديد،سنٍسأ ل المختص يا ابو محمد اذا وصلنا، استغرق الفحص ما يقارب من الساعة، في طريق العودة، بدأ يحكي لي عن ابنه احمد وعن الصعوبة في الحصول على الوظيفة، هي شكوى مستمرة !! نسمعها، استمرت الفحوصات على ابو محمد ، اسبوعين تقريبا ، لتحضيره للعملية وهي استئصال الورم، ذهب اخوه ووصل أحمد ليرافق والده، احمد شاب جميل هادئ كوالده، يملك ابتسامة آسرة، ولقد ضيفني بفنجان قهوة وهو جالس مع أبيه يتصفحون الجرائد، ولكن الجرائد لا تحكي عنهم، فهي لا تحكي عن الناس !!، ومن فترة الى فترة يأتي خال أحمد ليطمئن على زوج اخته، لم أرى أحد من بناته أو زوجته في زيارة له، لم أسأل ممكن انهم غير موجودين او متوفين ؟ ، والسبب قد يكون لآننا في بلد الفصل القسري،بسبب ايام عملي لم أكن حاضرا بالمستشفى على الدوام، نهاية الاسبوع لا اعمل فيها، كان قد اخذ رقم جوالي ، لأساعده بالسماح لابنه محمد المدرس بالدخول عليه، فوقته ضيق، في يوم الاربعا حددوا وقت عمليته ، لم أكن أعمل في ذاك اليوم، لما عدت وسألت عنه، اخبروني أنه نقل للعناية المركزة بعد العملية، وان الجراح الاستشاري!!! لما فشل بازالة الورم ، أخاط مكان الجراحة ، وعقد الامور أكثر وأكثر، فقطر الورم كان صغير الان اتسع وتضخم، لما دخلت على ابو محمد حاولت جاهدا ان لا اذرف دموعي، فلقد تغير ، الانابيب متصله في جسده، لم يعد يستطيع الكلام بسبب الانبوب الموصل في قصبته الهوائية، لا يستطيع ان يأكل بسبب الانبوب الموصل في انفه (تغذيه عن طريق انبوب يصل للمعده مباشرة)، لن يستطيع أن يتذوق الطعام ويمضغه بأسنانه التي أمر الاستشاري بخلعها تحضيرا للعملية، يديه ترتعش لما سلمت عليه، ولكن بصره كان يعمل ، لمست الابتسامه في عينيه، لما خرجت بكيت على حظه وعلى حظ هؤلاء البشر، وطبيبه يستمتع بكوب القهوة الساخن كل صباح !!! ، حددوا له عملية أخرى ليصلحوا ما أفسد العطار، ولكن العطار هو من يقوم بالاصلاح مرة أخرى ، فهو الاستشاري الكبير، فشلت العملية مرة أخرى، ووقعوا العطار وأصحابه على ورقة بعدم تقديم الانعاش الرئوي ان أصابته نوبة قلبية، انهم ببساطة قضوا عليه وتآمرت معهم الحياة لأن يكملوا خطتهم، رأيته لآخر مرة وهم ينقلونه من غرقة الاشعه، كنت افكر عند منطقة المصاعد "، لما لمسني لينبهني بيده، لم أستطع أن أنظر بعينيه ، كنت قد انتقلت الى قسم آخر، ولكنني لم أكف عن زيارته، في يوم اربعاء ومع بزوغ الفجر ، سافر أبو محمد ، سفرة بلا عودة ، رحل وترك ابنه محمد ترك بناه واحفاده ترك ابنه احمد الذي لم يأبه لكلام العطارين وحاول أن ينعش قلبه ولكنه لم يستطع فلقد دفع العطارين مبلغا ثمينا للحياة لأن تكمل خطتهم ،
الحلقة الاولى
قراءتان في العلمانية الدينية
سروش والتدخل الحقيقي للدين
لا كما العلمانيات العنيفة في تعاملها مع الاديان والتدين ، سروش يقرر حرية التدين في المجتمع ، و لا يملك الا السماح بذلك فالتدين جزء من حياة البشر وهو يعطي معنى للحياة لكثير منهم ، يكمن اختلاف سروش مع التدخل الشرعي للدين في الدولة ، بحيث يقدم هذا الفهم البشري للفقه على أنه كلام الله ، ويحاكم الناس مؤمنهم وكافرهم بضوء هذا الفهم ، وتقطع الرقاب وتبتر الايدي، سروش يرى بضرورة تجاوز هذا الفهم ويدعو برسائل بينه وبين رفقائه السابقين ويناصحهم بالبعد عن الدولة التي يحكمها
الثيوقراط، ويؤسس لفكر دولة مدنية تكون الفضيلة جزء اساسي يلفها وهوية تكون أجزاء شعبها بمختلف دياناتهم وأعراقهم ،
( حقيقة الأمر هي أنهم عندما يتحدثون عن الدولة الدينية في ايران اليوم، فإنهم يقصدون الدولة القائمة على الفقه، والتي لا يمكن خطها بطريقة أخرى ، وانا عندما أتحدث عن الدولة التي تتجاوز الدين فهي الدولة التي تتجاوز الفقه ، الحرية للدين وليست الحرية من الدين )
فهو يرى في الدولة الدينية بأن الاحكام تصور على انها كلام الله الذي اراده ان يقام على البشر مما يخلق حالة تشوه هذا الكلام المرتفع وتنزيله على فهم من فهوم البشر ... ليس هناك مشكلة في التدخل الحقيقي للدين ، من حيث حركة التدين في المجتمع ، لكن يقف هذا التدخل عندما يتعلق الامر بالتشريع فالتشريع يقام على اساس مدني حيث العقل وقيم الحداثة ( التي هي نتاج مما دعا اليه الانبياء في مسيرتهم ) المسيرة لهذه الدولة العلمانية ، مما يخلق بيئة صحية لتعددية دينية لها كامل حقوقها المدنية ،
الاستغناء عن الانبياء ، علاقة المعلم والطالب
في استقراء سروش لتاريخ البشرية ، يرى أنها مرت بمراحل ، كل مرحلة هي بداية
جديدة تستغني عن المرحلة السابقة لها، فالتدين ما قبل الحداثة يختلف عن التدين ما بعد الحداثة ، يطرح مسألة الاستغناء عن الانبياء بعد نجاحهم في بث معاني الفضيلة والحرية والعدالة ، كعلاقة المعلم مع الطالب ، فالمعلم يعلم تلميذه ليصبح متعلما مستغنيا عنه في المستقبل فلن يعد هذا الطالب على كرسي الدراسة للابد ، التعليم وجد لتدريس الطلاب ليصبحوا هم معلمين في المستقبل ، كذلك الانبياء بثوا معانيهم للناس وهم يريدون لهذه العلاقة أن تتلاشى ويصبح البشر مستغنيين مكتفين بذواتهم على ضوء التعاليم التي تلقوها في مرحلة اتصالهم مع انبيائهم،
سأنتقل الآن الى معالجة ضيفي الدكتور مصطفى ملكيان(1955 ) القادم من نفس الفضاء الايراني ، هو ايضا تتلمذ في قم وهو درس الفلسفة في جامعة طهران وهو الان استاذ الفلسفة وفلسفة الدين في نفس الجامعة ، قبل أن يعرض الدكتور رأية يطرح فكرة عن أنواع المعتقدات سيما وان الدين يعتبر معتقد ،
1 المعتقد الأنفسي subjective
وهي معتقدات غير ممكنة التقييم والفحص لا منطقيا و لا معرفيا ، ومرد عدم قابليتها للاختبار الى كونها معتقدات تختص بالذوق والسليقة والاستحسان
.. 2 المعتقد الافاقي objective
هي معتقد لا يتحدث عن حالتي الشخصية، و لا تصف حالتي النفسية أو ميولي الذوقية، بل تخبر بشئ عن الواقع الموضوعي، والمعتقدات الافاقية التي تتحدث عن العالم الخارجي تنقسم الى قسمين
، معتقدات آفاقية يستطيع الانسان بالقوة أن يتأكد بصدقها من كذبها، لكنه بالفعل وفي الحال الحاضر ، لا يقدر على فحص كذبها من صدقها، فمثلا لو قلنا باحاطة الاوكسجين لكوكب من الكواكب في احدى المجرات البعيدة، لما كان هذا حكما انفسيا ، لم اتحدث به عن ذوقي واستحساني، بل أخبرت عن شئ آفاقي، بيد أن العلوم لم تتطور لتصل الى درجة اليقين من ذلك ، فهذه معتقدات غير قابلة بالاختبار بالفعل ، انما تقبل الاختبار بالقوة، ولنطلق عليها : معتقدات آفاقية غير مختبرة .. وهذا القسم مع تطور العلوم سيكون قابل للاختبار والفحص ...
القسم الثاني ، هي معتقدات آفاقية قابلة للاختبار، معتقدات آفاقية مختبرة ، كقولنا أن هذا النوع من الفطريات سام ...فهي يمكن قياسها وفحصها ووالتأكد من صدقها من كذبها ..يرى الدكتور مصطفى ان الامور التي تخضع لتصويت المجتمع هي ما تكون تحت تصنيف الامور الانفسية والافاقية غير المختبرة، صوت الناس هو وحده يكون الفاصل ويشدد على وجود حس عدالي داخل هذا المجتمع ليحمي من ظلم الاقليات ، اما الامور الافاقية وهي التي بالامكان فحصها ومعرفة مدى نجاعتها وضررها فلا تعرض للتصويت، هل سنصوت حول وزن هذا القدح الذي سيكون أساس قراراتنا في الحياة هل هو خمسون غرام ام اكثر او اقل ؟ونأخذ بصوت الاكثرية ، هذا غير مقبول لان وزن القدح معروف ويمكن قياسه،ا ، انطلاقا مما سبق تكون الحكومة الدينية التي تريد تسيير حياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية على نص ديني ، يرد سؤال هل ستتلائم هذه الحكومة مع ما أسلفناه سابقا ام لا ؟ لو أردنا تسويغ الحكومة الدينية لوجدنا انه لو كانت العلوم والمعارف الدينية هي من الامور الافاقية المختبرة لوجب تنفيذ الدولة الدينية شاء الناس أم أبوا لأن القضية ستكون كقضية المادة المسببة للسرطان، اما ان كانت من الامور اانفسية والافاقية غير المختبرة فهي تحتاج لتصويت الجماهير مع علم الجماهير بأن هذه التعاليم أحقيتها من بطلانها أمر غير معلوم ، لكننا جميعا أو أكثريتنا ، نريد أن تقوم الحكومة على أساسها ، و لا بد أن تقوم حكومة دينية، يتسائل الدكتور مصطفى ، الى أي مدى تكون المعتقدات الانفسية والافاقة غير المختبرة يحق لها التأثير بالحياة العامة ؟
ويقترح الدكتور أنه يتسنى للدولة أن تقام على أسس علمانية اذا استقامت ثلاث شروط : 1
1يرى كل أفراد المجتمع أو أكثريتهم أن
التعاليم الدينية غير ممكنة الاختبار بالفعل .
2
يرون أن هذه التعاليم رغم عدم قابليتها للاختبار الا انهم يريدونها تمثل قاعدة اتخاذ القرارات
.3 ان تكون هذه التعاليم التي يطمع الناس أن تكون قاعدة القرارات في حياتهم المجتمعية بنفس التفسير الذي يحمله الناس لها ويريدونه/ لا ان تعرض عليهم صورة ظاهرية التعاليم ، فيقبلونها ويستحسنونها، وعند التطبيق العملي تظهر بصورة أخرى ،
يعد هذه المعالجتين لهذا الموضوع الشائك ، أورد نقطة اضافيه ، لما يخاطب الله الانسان فهو يخاطبه كفرد ويتلو عليه الكلم وقد قرر له حقوقا لفردانيته ، له الحق في أن يقبل وأن لا يقبل ، عندما تقوم احدى الجماعات لاقامة دولة دينية ترتكز على تعاليمها وهي هنا القرآن والسنة كما يقولون، تكمن اشكالية أن القرآن نفسه هو يحقق للفرد حريته في قبول الانخراط تحت هذه التعاليم ، فتطبيقهم على هذا الفرد هذه الاحكام يعارض ما ورد في تحقيق حرية هذا الفرد ،
لا أمل في أن تجعل الناس سعداء من خلال السياسة.توماس كارليل
بالنهاية ، ليس من مهام الدولة أن تقول لنا من هو الله ..
الأربعاء، 13 أبريل 2011
ملتقى النهضة الثاني ابريل 2011
انها ثلاثة أيام ، في ملتقى النهضة الثاني من ابريل سنة 2011 ، قبل أن اكتب بعض الافكار التي التقطتها ، ساكتب انطباعي عن الملتقى ،
سعدت كثيرا بالرفاق من كنت أعرفهم ومن كان صديقا بالفيس بوك الى أن جمعنا ذلك المكان ، الحوارات تمتد من طاولة قاعة المحاضرات الى طاولة صالات الطعام ، الدكتور العثماني ، ومهندس النهضة د.جاسم سلطان، الاستاذ وائل عادل ، أ.نواف القديمي، د. ساجد العبدلي، أ. علي الظفيري ، كل ضيوف الملتقى تقريبا شاركونا بعضا من اوقاتهم ، الى الحوارات التي استمرت في الغرف بعضها امتد الى الفجر، اقتباسات من رواية ( شفرة بيني وبين بعض الشباب) :) ، حوار حول التعامل مع التراث ، شيخي حسن الترابي كان حاضرا ، الى مناقشة بعض من افكار الحضور ، التمييز بين الديني والسياسي ، الوطن والمواطن والمجتمع المدني ، ما اسعدني كثيرا هو هنالك هم مشترك بين الحضور هناك اسئلة متشابهة قد يأتي الى ذهنك سؤال ويسبقك رفيق لك ، بشكل عام الكل مهموم يبحث ويحفر بحسب تعبير الدكتور جاسم ،
لم أحضر كل المحاضرات :( سأركز تدوينتي حول محاضرتين ، ندوة الاسلام السياسي التي أدارها أ. نواف القديمي وكان المشاركين أ. محمد الشنقيطي ( لم نحظ بوقت معه بسبب سفرته بعد المحاضرة مباشرة ) والدكتور سعد الدين العثماني ، ومحاضرة مهندس الثورات العربية ان جاز لي التعبير د. عزمي بشارة ( من أعاد للعربي حسه بعروبته وممكناته)
ابتدأ الحديث الاستاذ محمد الشنقيطي ( هو يعد رسالة دكتوراه حول تأثير الحروب الصايبية على العلاقات بين السنة والشيعة ) )
ابيتدأ الاستاذ حديثه حول ما يؤمن انها معركة اسلاميي اليوم وهي معركة دستورية من الطراز الاول ، فمبدأ التوحيد السياسي الذي ينادي به شيخنا حسن هو ما على اسلاميي اليوم السعي له ، وفي تعليقه على مسيرة الفقه السياسي فهو يعتبر انه فقه منحرف لأنه فقه تكيف مع واقع منحرف ، ويقتبس من كلام اقبال هو ان المبادئ السياسية الاسلامية بقيت أجنة ، وعن القراءات للتاريخ السياسي من قبل أكبر مذهبين في الاسلام فالسنة يرفضون قراءته أما الشيعة فهم يسيئون قراءته،
ويرى الاستاذ محمد عندما يستقرأ حالتنا فنحن نشابه ما حصل في العصور الوسطى بأوروبا فلقد كانت أفكارهم مرهقة فتحولت عبئا عليهم ، ونحن أيضا مشاكلنا اليوم سيزيدها ارهاقا تعاملنا مع أفكار الماوردي ... الخ ...
وقد كنت كتبت ملاحظة حول محاضرة الاستاذ محمد خلال ملتقى الفهم النهضوي العام الفائت ، فلتشابه الموضوع استخدم بعضا من تلك المفاهيم حول دستور المدينة ، وحقوق المواطنة التي أصبحت كأنها عقد عقاري ،
واختتم ببيت اقبال ،
نحت اصنام آزر ++++ صنعة العاجز الذليل
والذي يطلب العلا +++++ يحسن صنعة الخليل
كان المتحدث الثاني الدكتور سعد الدين العثماني ( امين حزب العدالة والتنمية المغاربي سابق )
كان أغلب حديثه يتركز حول كتابه ، الدين والسياسة تمييز لا فصل
ابتدأ الدكتور حديثه بهذا الحديث )( ان كان من أمر دنياكم فشأنكم، وما كان من أمر دينكم فإلي)
فبرأيه هناك علاقة ملتبسه بين الدين والسياسة ، فالعلم بالدين هو العلم بما ينفع الدين ويدفع المضرة عنه ، اما العلم بالسياسة فهو علم بما ينفع الدنيا ويدفع المضرة عنها ، فلذلك لا يجب استخدام المنابر الدينية في المنافسات السياسية ، المسجد مكان للنفع الديني ، هم يشتركون في مرجعية واحدة ولكن تختلف مهامهم ، فالفتيا لأهلها السياسة لأهلها من يدرسون الواقع ويستقرئونه ، فهناك تمييز بين العمل الدعوي والعمل السياسي فمستند الدعوي هو مستند ديني أما السياسي فمستنده دنيوي ،
ويذكر الدكتور حول أمة العقيدة وهي الاشتراك بأخوة العقيدة ، وأمة السياسة وهي الانضواء تحت وطن واحد ، بنفس الحقوق والمهام ،
ويرى الدكتور النجاح في تحويل الفتوى الدينية الى قانون مدني ، أن تجارب التاريخ السياسي الاسلامي هي تاريخ لست ملزما بتطبيقها ، فأمورر دنياكم لكم كما قال ص وانتم أعلن بأمور دنياكم ،
ويعرف الدكتور العمل السياسي ، هو حزب سياسي مدني له مرجعية اسلامية ، يسعى لتحويل الأحكام الدينية الى قانون مدني،
والديمقراطية في نظره هي تطبيق الشريعة في شقها الدستوري ، والشريعة ليست قانون هي مصدر من مصادره ،
ويقول موافقا للدكتور حسن الترابي حول شهادة المرأة في المحكمة انها تكفي واحدة والامر الذي ذكر في اآية الدين ، هو أمر ارشادي لأنه يتعلق بمصلحة دنيوية ،
طبعا حدث حوار صحي بين المحاضرين فالشنقيطي يرى بان السياسة لها سنن وهي فقه بذاتها وليست تجارب دنيوية كما يراها الدكتور العثماني ،
في تتبعي للنقاشات في صالة الطعام ، هناك نسبة ليست بالقليلة ترفض اطروحة العثماني وقد أعجبت بصبره وتحمله ، قال لهم بعد شوط من النقاش العقل المسلم دائم الخوف من الافكار الجديدة فلقد كان في أعينهم داعيا للعلمانية ،
أما المحاضرة الثانية فهي للدكتور عزمي بشارة ( مهندس الثورات العربية والذي أعاد للانسان العروبي الوعي بممكناته) كانت محاضرته حول فاعلية المجتمعات المدنية في الدول العربية ،
( انه لفخر ان تحضر أمام هذا العلم )
عن تاريخ المجتمع المدني يقول عزمي انه ولد في أوروبا في القرن السابع عشر وهو ما يقابل المجتمع الطبيعي دون دولة ، وهم أفراد لهم استقلال ذاتي يتعاقدون على الدخول في عقد اجتماعي يكون ما يسمى الدولة ، فالمجتمع مكون من أفراد متعاقدين اما الجماعة فطابع الانتماء يغلب على الاستقلالية عندهم ، فالمجتمع المدني هو القادر على انتاج نفسه خارج عوامل قسر الدولة ، وينتقد الفهم الذي يؤطره بالاتحادات الحرة ، فالاتحادات لا تنشئ مجتمع مدني،
طبعا الدولة الضعيفة هي التي تمنع الجدالات تحدث تحت لوائها،وقيامها باستخدام القسر والقوة في التعامل مع مواطنيها من أهم مؤشرات ضعفها ،
وان مهمة الدولة الكبرى هي بناء الأمة ،
وفي تعليقه على بعض الدول فكما ان الرأسمالية تنتج نقيضها كذلك الدولة ، وبقاء الانظمة كما هي ليس خيارا ، طبعا يؤكد الدكتور بأنه يدعو للعروبة كهوية ليس كايدلوجيا اجابة على تساؤل أحدهم ،،
اعرف انني لم أغط كل المحاضرات بشكل جيد ولكن هذا ما دونه قلمي وما علق بذاكرتي المؤقتة ،،،
سعدت جدا بالمشاركة بالملتقى وبلقاء الاحبة ، شكرا لمن كان سببا في انجاح هذه الفعالية